إلى ميدان التحرير يا ثوار مصر..


صُدمتُ كما صُدم الكثيرون مما حدث مع أسر الشهداء المعتصمين في ماسبيروا والذين كانوا في مسرح البالون.
ألا زلنا لا نعرف من هم أسر الشهداء؟
وماذا يعني هؤلاء وماذا تعني دماء أبنائهم الطاهرة لشرفاء مصر الذين ثاروا ونجحت ثورتهم؟
أم يبدو أن من تحملوا أمانة مصر التي نريد بعد الثورة لم يصل لمسامعهم الثقيلة أن هناك شهداء أصلا!
والشرطة؟ مرة أخرى الشرطة بقنابلها المسيلة للدموع ورصاصها المطاطي وعصي عساكر الأمن المركزي فيها، ولا أنسى سفالة بعض ضباطها وألفاظهم التي ظننا أن مصر تطهرت تمامًا من أمثالهم.
لكن يبدو أن الأمر مختلف، وغير ما تمنينا، وأن من وثقنا بهم ووضعنا في أيديهم أمانة تحقيق أهداف الثورة؛ لا يعرفون أصلا معنى هذه الكلمة الشريفة التي لا يرى حروفها - مجرد الرؤية- إلا الشرفاء، فضلا عن أن يقرؤها أو يفهموا معناها أو يسعوا لتحقيق أهدافها!

 يبدو أن الثورة التي تمنينا أن نتحدث عنها بصيغة الماضي المشرِّف الذي سيبني مستقبلا مشرقًا؛ هي ما زالت في الحاضر، وما ثرنا لأجل المطالبة بتحقيقه، يصرخ في وجوهنا لنظل ثائرين حتى يتحقق.

وبعد هذه الصدمة وتلك الصاعقة حاولتُ عبثًا إفاقة نفسي، وتناولتُ ما وقع في يدي من حبوب احترام سلطة
القانون، وحُقن المتهم بريء حتى تثبت إدانته

 وكانت النتيجة: أن أغمى عليّ، وحملوني إلى المستشفى، وسريعًا أحضروا لي محلول الثورة في يدِ حكومةٍ أمينةٍ أتت من التحرير، فتوقَّف قلبي، فقام الطبيب فَزِعًا إلى جهاز إنعاش القلب، فأنعش قلبي بأنَّ المجلس العسكري الذي حمى الثورة ورفض قتل المتظاهرين هو مَن يديرُ شؤون البلاد، وقد تعهَّد أمام الشعب المصري بأنه سيحمي الشرعية الثورية، وسيسعى جاهدًا بحزمٍ وقوةٍ لحماية مطالب الثوار والقضاء على رموز الفساد. ولم يُجدِ إنعاشهم لقلبي نفعًا، كما لم ينفع معي من قبل حباتُ مسكِّنهم أو حقنهم المنتهية الصلاحية، ومازلتُ إلى الآن أنتظر قرار نقلي سريعًا لميدان التحرير؛ لتدهور حالتي الصحية..

 ولا أراكم الله مكروهًا في عزيزٍ لديكم
. إمضاء
 ثوار مصر
 وأشرف من أنجبت أرضها
:


ليست هناك تعليقات: