۞ احذروا.. إنها الحرباء في ثوبها الجديد

بقلم: أحمد عبد الرحيم

لم أتعجب من خروج هذه الوجوه الممقوتة علينا مرةً أخرى بعد الثورة الطاهرة بلا حياء ولا خجل؛ ليمدحوا في شبابها ويُسبِّحوا بحمدها، بل وتُغلِّف الوقاحة تعبيراتِ وجوههم حينما يزعمون أنهم لم يقفوا ضدها ولم يُسيئوا لأصحابها.
 نعم لم أتعجب، ولا ينبغي لأحدٍ أن يتعجب؛ لأنَّ هذه النماذج نتقابل معها دائمًا في حياتنا وفي عملنا، وهي من الممكن أن تكون مصدر إعانة لنا على تقوية أنفسنا وتحصينها؛ لنتعلَّم أنه مادام الإنسان يريد أن يعيش حرًّا شريفًا في هذه الحياة فهذه الوجوه دائمًا ستكون له بالمرصاد، ودوره أن يكون دائمًا على استعدادٍ تامٍّ لمواجهتها والتعامل معها.
 من هذه الوجهة فقط هم مصدرُ صحةٍ لجسد الثورة الذي ما فتئ يكبر وتتشعب فيه جذور الحياة والكرامة والحرية.
ولكن هل يعني هذا أن نترك هذه الوجوه تُطلُّ علينا كلَّ صباحٍ ومساء بأقلامها المسمومة وعقولها البلهاء؟ بالطبع لا .. وأنا أثق أن هذه الوجوه الآن تحتضر ونهايتها تقترب، ولكن لابد لنا أن نكون على يقينٍ أن هؤلاء أشخاص، ومهما اختلفَتْ مسمياتهم فقد التفوا جميعًا حول مبدأ واحد خبيث، هو مبدأ المنفعة الشخصية، وتشابهوا في الصفات القبيحة الكذب والنفاق والتدليس والوقاحة. من هنا فلا يتوهَّم البعض أنه بذهاب هذه الوجوه عن الإعلام والصحافة سنتحول لمجتمع الأطهار الملائكي، وإنما ستخرج علينا وجوهٌ أخرى ربما أكثر بشاعةً وأجرأ كذبًا، وأحكم تدليسًا. فلننتبه جيدًا، ولنستعد لمواجهتهم والتعامل معهم كما يستعدون لنا. فكما أن الحق باقٍ ومنتصرٌ لا محالة، كذلك فإن الشر موجودٌ ومتلوِّنٌ ولن ينتهي ما دمنا نعيش في هذه الحياة.
 فلنكن مع الحق مدافعين عنه ومُحتمين به، ولنستعد لمواجهة الشر والباطل أيًّا كانت صورته وأيًّا كانت الأشخاص التي تحمله.     

هناك تعليقان (2):

أرنوب يقول...

المشكلة أعقد من ذلك .. المشكلة تكمن في الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مثل هذه النوعيات هذا لأن بقاء هذه الأسباب سيؤدي إلى ظهور المزيد والمزيد من المنافقين المدلسين .. طالما ظلت قواعد تحديد أجورهم كما هي فلن يختفوا .. طالما ظل مرتب رئيس تحرير الأهرام مثلاُ مضافاً إليه نسبة (قانونية) مقررة من إيراد الإعلانات يصل إلى مليون ونصف المليون جنيه شهرياً فسيظل مديناً بالولاء والتدليس والنفاق لمن يعطيه كل هذه النقود أول كل شهر فهي كمية من النقود تكفي لإفساد الملائكة وليس البشر .. وقل مثل ذلك على منافقي وفاسدي التليفزيون والفضائيات .. الحل يكمن إذن في مراجعة أجورهم والقوانين التي تحددها .. لابد أن يكون لأجورهم (سقفاً) لا تتخطاه

عندما ينطق القلم يقول...

معك كل الحق.